تنمية بشرية

فعل طاقتك الكامنة مع كتاب قوة عقلك الباطن للكاتب جوزيف ميرفي

كتاب قوة عقلك الباطن

يبحث الإنسان بالفطرة عن مفاتيح السعادة والنجاح رغم تسارع الأحداث في عصرنا وضيق الوقت وكثرة التحديات، ليأتي مؤلف كتاب قوة عقلك الباطن للدكتور جوزيف ميرفي الذي يعتبر كدليل يرشدنا الى أعماق أنفسنا، حيث يستعرض فيه كيف يمكن للعقل الباطن إن يكون اداة فعالة لتحقيق الأهداف و تجاوز العقبات.

كتاب قوة عقلك الباطن
اكتشف ذاتك وفعل طاقتك الكامنة مع كتاب قوة عقلك الباطن

د. جوزيف ميرفي مؤلف كتاب قوة عقلك الباطن

من المهم جداً فهم خلفية الكاتب العلمية و الثقافية لنتأكد من مصداقية المعلومات التي سنقرأتها، لذلك سنعطيك نبذة عن حياة مؤلف كتاب قوة عقلك الباطن

ولد الدكتور جوزيف ميرفي في إيرلندا (1898-1981) وهاجر الى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تابع دراسته في العديد من الجامعات المرموقة ونال درجة الدكتوراه في علم النفس، كما تميز بقدرته الفريدة على دمج مبادئ علم النفس الحديث مع الحكمة الروحية العريقة؛ والفلسفات الشرقية.

ليقدم لنا رؤية متكاملة عن كيفية عمل العقل البشري وتأثيره الكبير على واقعنا، بالإضافة إلى إنه كان باحثاً وأكاديمياً وقساً ومتحدثاً ملهماً، وهذا ساهم في انتشار أفكاره وقدرته على التواصل مع جمهور الواسع بأسلوب سهل ومباشر،حيث حيث ساهم المزيج من المعرفة العلمية و الروحية جعل كتاب قوة عقلك الباطن مرجعاً موثوقاً مؤثراً في مجال التنمية الذاتية حتى يومنا هذا.

إقرأ أيضا:افضل برنامج تعليم قيادة السيارات بسهولة وأمان

الغوص في أعماق كتاب قوة عقلك الباطن ومبادئه الأساسية

يرتكز كتاب قوة عقلك الباطن على حقيقة بسيطة وعميقة في آن واحد وهي؛ أن عقلك الباطن يمتلك قوة إبداعية هائلة وغير محدودة لتشكيل تجربتك الحياتية، كما يقدم لنا ميرفي نموذجاً واضحاً لتركيبة العقل البشري حيث يقسمه، إلى قسمين أساسيين يعملان بتكامل وتناغم وهما:

  1. العقل الواعي أو الظاهر: وهو مركز المنطق والإرادة الحرة، كما إنه الجزء المفكر والتحليلي من عقولنا وهو أيضاً المسؤول عن اتخاذ القرارات وتقييم المعلومات والتفكير النقدي، كذلك هو بمثابة القبطان الذي يوجه سفينة حياتنا من خلال الخيارات الواعية التي نتخذها؛ ومع ذلك فإن قوته محدودة مقارنة بالجزء الآخر.
  2. العقل الباطن أو اللاواعي: وهو مستودع المشاعر والمعتقدات والعادات والذكريات ومصدر قوتنا الإبداعية؛كما أن هذا الجزء العميق من عقولنا يعمل على مدار الساعة دون وعي منا إنه يقبل أي فكرة أو اعتقاد ترسخ فيه دون مناقشة أو رفض ويبدأ على الفور في العمل، على تحويلها إلى واقع ملموس في حياتنا كما إنه بمثابة الأرض الخصبة التي تنمو فيها البذور التي نزرعها بأفكارنا، ومعتقداتنا الواعية.


القوة الإبداعية للعقل الباطن

لم يقتصر وصف ميرفي للعقل الباطن على كونه مجرد أرشيف ضخم لتجاربنا بل أكد على طبيعته الإبداعية، الديناميكية. بإمكانك أن تتخيل عقلك الباطن كقوة كونية صغيرة تعمل بداخلك وتسعى دائماً للتعبير عن نفسها وتحويل أفكارك ومعتقداتك إلى واقع ملموس فكل فكرة، أو صورة ذهنية تغذي بها عقلك الواعي باستمرار وتتغلغل بعمق إلى عقلك الباطن وتصبح بمثابة بذور تحدد شكل حديقة حياتك، فإذا كانت هذه البذور سلبية مثل: الخوف من الفشل أو الاعتقاد بالفقر؛ فإنها ستنبت لك تجارب سلبية وصعوبات أما إذا كانت إيجابية مثل: الثقة بالنفس وتوقع النجاح فإنها ستثمر فرصاً وإنجازات وسعادة.

إقرأ أيضا:كيف تساهم الكتب التعليمية وتطبيقات الإنترنت في بناء مستقبل أطفالنا


آليات التأثير على العقل الباطن

يقدم لنا كتاب قوة عقلك الباطن مجموعة من التقنيات والأدوات العملية التي تمكننا، من التواصل بفعالية مع عقولنا الباطنة وبرمجتها لتحقيق أهدافنا مثل:


1_قوة الاقتراح الذاتي

وهو لغة البرمجة الإيجابية لعقلك الباطن حيث يشرح ميرفي كيف يمكن للاقتراحات الإيجابية المتكررة والواعية أن تتجاوز مقاومة العقل الواعي، وتستقر في العقل الباطن. مما يؤدي إلى تغيير المعتقدات بشكل تدريجي الى السلبية الراسخة كما يجب أن تكون هذه الاقتراحات إيجابية؛ وحاضرة بصيغة المضارع وشخصية تتضمن أنا أو صيغة المتكلم ومحددة تصف النتيجة المرجوة بوضوح، ومفعمة بالشعور. أي تخيل الشعور المصاحب لتحقيق النتيجة. كرر هذه الاقتراحات بانتظام، خاصة في اللحظات التي يكون فيها العقل الواعي أكثر استرخاءً وتقبلاً، مثل قبل النوم وعند الاستيقاظ.

2_التخيل الإبداعي (التصور)

وهو رسم لوحة واقعك المستقبلي في ذهنك حيث يؤكد ميرفي على أن العقل الباطن يستجيب بقوة، للصور الذهنية والمشاعر المصاحبة لها عندما تتخيل بوضوح وحماس، النتيجة التي ترغب في تحقيقها فإنك تخلق نموذجاً ذهنياً قوياً يتبناه عقلك الباطن، ويبدأ في العمل على تجليته في العالم المادي، لذا اجعل تصوراتك حية وملونة ومليئة بالتفاصيل؛ الحسية وتخيل كيف سيبدو الأمر وماذا ستسمع وما هو الشعور الذي سينتابك عند تحقيق هدفك؟. وانغمس في هذه التجربة الذهنية وكأنها تحدث بالفعل الآن.

إقرأ أيضا:ما هو معنى تنمية بشرية؟ وما هي مبادئها؟


3_التأكيدات الإيجابية

وهي عبارات القوة التي تعيد برمجة معتقداتك حيث يقدم الكتاب أمثلة عديدة للتأكيدات الإيجابية؛ التي يمكنك تكرارها بانتظام لغرس أفكار بناءة ومحفزة، في عقلك الباطن. إن هذه التأكيدات تعمل على إعادة توجيه تفكيرك وتغيير أنماطك السلبية.


4_الصلاة الذهنية والتأمل

إن التواصل العميق مع قوة عقلك الباطن حيث يوضح ميرفي كيف يمكن للصلاة والتأمل العميق، أن يهدئا ضجيج العقل الواعي ويفتحا قناة اتصال مباشرة؛ مع العقل الباطن مما يجعله أكثر تقبلاً للأفكار الإيجابية والرغبات.


5_قانون الجذب العقلي

أنت تجذب ما تفكر فيه وتشعر به على الرغم من أن مصطلح قانون الجذب لم يستخدم بشكل صريح، في الكتاب بالصورة الشائعة اليوم إلا أن المفهوم الأساسي حاضر بقوة، حيث يؤكد ميرفي على أن الأفكار والمشاعر المتشابهة تتجاذب و إذا كان تركيزك على الأفكار الإيجابية والمشاعر المبهجة فإنك ستجذب إلى حياتك، تجارب وظروفاً إيجابية.


6_التغلب على المخاوف والمعتقدات السلبية

ويعني تحرير نفسك من قيود الماضي حيث يقدم الكتاب استراتيجيات عملية؛ لتحديد المعتقدات السلبية التي تعيق تقدمك واستبدالها بمعتقدات إيجابية وممكنة؛ من خلال فهم جذور هذه المخاوف، وتحديها بوعي حيث يمكنك تحرير نفسك من تأثيرها المدمر.


7_تطبيق قوة العقل الباطن في مختلف جوانب الحياة

إن النجاح الشامل يبدأ من الداخل لذلك يتناول الكتاب بالتفصيل كيفية تطبيق هذه المبادئ، في تحقيق الثروة والوفرة المالية وتحسين الصحة الجسدية والعقلية وبناء علاقات ناجحة، ومتناغمة وإيجاد السلام الداخلي والسعادة الحقيقية؛ كذلك يقدم أمثلة واقعية وقصصاً ملهمة لتوضيح كيف يمكن لتغيير طريقة تفكيرك أن يؤدي إلى تغيير جذري في نتائجك في جميع مجالات حياتك.


8_تأثير الكتاب وإرثه الدائم
لقد تجاوز كتاب قوة عقلك الباطن حدود الزمن ليصبح واحداً من أكثر الكتب مبيعاً وتأثيرًا، في مجال التنمية الذاتية على مر العصور حيث ألهم هذا الكتاب، الملايين من الأشخاص حول العالم ليؤمنوا بقدراتهم الكامنة ويحولوا حياتهم بشكل إيجابي، ولا يزال الكتاب حتى يومنا هذا مرجعاً أساسياً لكل من يسعى، إلى فهم قوة عقله وتحقيق أقصى إمكاناته، كما ترك إرثاً عميقاً وألهم العديد من المؤلفين والمتحدثين في مجال التنمية البشرية، مؤكداً على الحقيقة الخالدة بأن مفتاح التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل.

كتاب قوة عقلك الباطن
كتاب قوة عقلك الباطن

التطبيقات العملية لتفعيل قوة العقل الباطن

  • التأمل اليومي اي تخصيص وقت يومي للتأمل يساعد في تهدئة العقل الواعي، والتواصل مع العقل الباطن.
  • التوكيدات الإيجابية وهي تكرار عبارات إيجابية تعزز من الثقة بالنفس، وتحفز العقل الباطن على تحقيق الأهداف.
  • التصور الإبداعي وتخيل النجاح والتقدم في مختلف مجالات الحياة، حيث يحفز العقل الباطن على السعي نحو تحقيق هذه التصورات.
  • مواجهة المخاوف ويعني التعامل مع المخاوف بشكل مباشر يساعد في تقليل تأثيرها السلبي وتعزيز الشجاعة.
  • التعلم المستمر ويعني توسيع المعرفة وتعلم مهارات جديدة حيث ينشط العقل الباطن، ويزيد من قدرته على التكيف مع التغيرات.

في الختام

إن من فوائد قراءة كتاب قوة عقلك الباطن لجوزيف ميرفي ليست مجرد تجربة فكرية، بل هي دعوة للعمل والتغيير، إنه يقدم لك الأدوات والمعرفة اللازمة لاستعادة السيطرة على حياتك وتحقيق أحلامك، وتذكر أن القوة اللازمة لتحويل واقعك تكمن بداخلك في أعماق عقلك الباطن، وابدأ اليوم في تطبيق المبادئ والتقنيات التي تعلمتها من هذا الكتاب وراقب كيف تبدأ حياتك في التغير نحو الأفضل، وافتح عقلك وقلبك لهذه الحكمة العميقة واستعد لاكتشاف الإمكانات اللامحدودة التي تنتظرك إن رحلتك نحو قوة عقلك الباطن، تبدأ الآن.

السابق
الفشل بداية النجاح: أول 5 خطوات تبدأ من نقطة الانكسار
التالي
اكتشف ذاتك مع كتاب بناء الشخصية وحقق النجاح الذي تطمح له

اترك تعليقاً