إلى جانب كونها لغة القرآن، فإن اللغة العربية معروفة أيضًا ببلاغة مفرداتها وجمال معانيها، وكلها من أهم الأسباب التي تجعل الكثير من الناس يرغبون بتعلمها، بل ويطمحون إلى إتقانها.
ومن هنا بدأت الكثير من المراكز والأفراد يفكرون في تقديد خدمة تعليم العربية لغير الناطقين بها، والتي مع الوقت أصبحت من أكثر المهن المطلوبة، ذات العائد المادي المجزي.
ويمكننا في هذا المقال أن نعرفك أكثر على هذه المهنة وكيفية بدء العمل بها، والأماكن التي توفر فرص العمل.
كيف تبدأ في تعليم العربية لغير الناطقين بها؟
كونك متحدثاً أصلياً للغة العربية فهذا لا يعني أنه يمكنك تدريسها، بل تحتاج لقطع المزيد من الخطوات التي ستجعلك مؤهلاً لذلك، وتلك الخطوات نعرفك بها فيما يلي:
امتلاك مهارة التحدث بلغة أجنبية
عملك في تدريس العربية لغير الناطقين بها، يعتمد في الأساس على تدريس الأجانب الذين لا يمكنهم التحدث باللغة العربية حتى بأبسط العبارات حتى وإن كانوا يفهمون بعض الجمل.
لذا من الضروري أن تكون متقناً للغة الأم للمتعلمين الذي سينضمون لقاعات التعلم الخاصة بك، وفي معظم الأحوال تكون اللغة الإنجليزية هي اللغة الأولى التي عليك إتقانها.
امتلاك درجة علمية في تخصص اللغة العربية
التحدث باللغة العربية أمر والتخصص بها ودراستها هو أمر آخر، وفي تدريس اللغة العربية بالتأكيد ستحتاج الأخير. فهي مهنة تحتاج ممن يعملون بها أن يكونوا متخصصين، وقد تلقوا بالفعل تعليماً جامعياً يؤكد دراستهم للغة العربية بشكل أكاديمي.
فالنسبة الأكبر من الراغبين بتعلم العربية يحتاجون أن يتم تدريسهم من قبل متخصص وليس هاوياً.
القدرة على التواصل والتفاعل مع الآخرين
إذا كنت ستعمل في مجال تعليم العربية لغير الناطقين بها أو حتى في أي مجال آخر يعتمد على التعامل مع الآخرين، فمن الضروري أن تكون شخصاً يستطيع التواصل ولديك قدرة على إيصال المعلومة بشكل سلسل، وبالتأكيد لا يكون لديه رهبة من التعامل المباشر مع عدد كبير من الأفراد.
وهذه المهارة ربما تمتلكها بالفطرة أو يمكنك اكتسابها عبر الاشتراك في دورات التنمية البشرية وغيرها.
امتلاك منهج متكامل لتدريسه
بعد أن تنتهي من تنفيذ كافة الخطوات السابقة، فأنت ستكون جاهزاً لتدريس طلابك اللغة العربية، لكن ما الذي ستعتمد عليه في ذلك!
بالطبع ستحتاج لأن تمتلك منهج تدريس متكامل وسلس ومناسب لمستوى طلابك، حيث تبدأ معهم بالأساسيات ومن ثم التعمق أكثر في اللغة.
ولتحضير هذا المنهج يمكنك أن تستعين ببعض الأدوات التي سنعرفك بها في فقرتنا التالية.
الحصول على دورات تأهيلية لتدريس اللغة العربية
إن امتلاك مهارة التحدث مع وجود التخصص في تدريس اللغة العربية، ويضاف إليها امتلاك منهج متكامل لتعليم اللغة، هي خلطة مثالية لأن تصبح أحد أهم معلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها.
لكن يمكنك أن تزيد من مستوى احترافيتك من خلال حضور بعض الدورات التأهيلية لتدريس العربية.
حيث تعرفك تلك الدورات أيا الأجزاء التي عليك تحسينها في عملك، كما أنها تعد اختباراً لطريقة تدريسك وما إن كانت جيدة ومناسبة أم لا.
وفي حال لم تتمكن من إيجاد واحدة من تلك الدورات، فيمكنك أن تلجأ للبديل وهو التطوع أو إلقاء المحاضرات المجانية على الطلاب الراغبين في تعلم العربية، فهي أيضاً وسيلة جيدة للتدرب.
أهم الأدوات المساعدة للعمل في مجال التدريس اللغة العربية
تغيرت مؤخراً آلية العمل في معظم الوظائف بشكل كبير ولم تعد كما في السابق خاصة في مجال التدريس، فقد أصبحت هناك أدوات مساعدة معتمدة على التكنولوجيا، تأتي بجانب الأدوات التقليدية.
وفيما يلي سنعرض أبرز تلك الأدوات، سواء التقليدي منها أو الحديث والتي يُعتمد عليها في مجال التدريس:
الكتب( تعليم العربية لغير الناطقين بها)
هي الأداة الأساسية التي يجب أن تعتمد عليها في تدريس اللغة، فهي مرجع منظم يعود إليه الطلاب لاستذكار الدروس، أو حتى لتعلم معاني بعض الكلمات وأصولها.
الوسائط السمعية والبصرية
من أهم الأشياء التي تساعدك في خلق بيئة تفاعلية هو استخدام الوسائط السمعية والبصرية التي تساعد الطلاب على تذكر المعلومات، وأيضاً المشاركة في مناقشتها.
ومن ضمن الوسائط التي ينصح بها هي أجهزة الفيديو والسبورة الذكية بجانب الوسائط السمعية.
القواميس
ربما قد توقف الأفراد عن استخدام القواميس العربية مثل المعجم الوجيز وغيرها، وهذا لأن ما هو موجود بها، نادراً ما يتم استخدامه في حياتنا اليومية.
لكن هذا الأمر ليس سبباً كافياً لأن تهمل استخدامها، فحتى وإن لم تكن بحاجة للقاموس لتستخدمه في التدريس، فربما أنت تحتاجه لتضيف لطلابك بعض المعلومات منه، والتي من الصعب حصولهم عليها من أي مكان آخر.
أين تتواجد فرص العمل في مجال تعليم اللغة العربية ؟
فور تمكنك من امتلاك كافة المهارات والأدوات التي تحتاجها في مهنة تعليم العربية لغير الناطقين بها، ستكون مستعداً للانتقال للمرحلة التالية وهي البحث عن فرصة عمل في هذا المجال.
وفي هذه المرحلة يمكننا أن نرشح لك بعض المواقع التي توفر فرص عمل حقيقة:
أولاً: مواقع العمل الحر
يوجد عدد لا نهائي من مواقع العمل الحر التي يمكنك أن تعتمد عليها في الترويج لخدمات في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين، حيث ستجد العشرات ممكن يرغبون بالحصول على هذه الخدمة في تلك المواقع.
والذين قد يتمثلون في مراكز تعليمية تسعى لتعيين معملين بها أو مُتعلمين مباشرين.
ثانياً: معاهد التدريس والمراكز التعليمية
هذه المدارس هي الخيار الثاني والمفضل لكل من يبحث عن فرصة عمل في تعليم العربية لغير الناطقين بها، فهي تضمن لهم استمرار وجود عمل وعدم الحاجة للبحث كل فترة عن متعلمين جدد كما في العمل الحر.
ثالثاً: المنظمات الخاصة بالجاليات العربية في البلدان الأجنبية
وهي المنظمات المتواجدة فب البلدان الأجنبية التي يكون فيها عدد كبير من الجاليات العربية، والتي تهتم بشؤونهم وكذلك توفر لهم فرص للعمل مثل العمل في مجال تعليم العربية لغير الناطقين بها.
ومن ضمن هذه المنظمات معاهد الدراسات الإسلامية والعربية وكذلك الهيئات التابعة للسفارات العربية في تلك البلدان.
جمعيات التبادل الثقافي
تعرف هذه الجمعيات بأنها تمتلك مهمة واحدة، وهي نشر الثقافات بين شعوب العالم، حيث تعمل على إطلاق حملات وتُنظم تدريبات للطلاب من مختلف دول العالم بهدف تعريفهم على ثقافة بعضهم.
لذا يمكنك أن تجد فرصة عمل في هذه المنظمات والتي من أشهرها جمعية التبادل الثقافي الكندية.
رابعاً: المدارس الدولية
وهي المدارس الموجودة في البلدان العربية لكن طلابها يكونون من غير العرب، أو يكونون من العرب لكن نظام التدريس يعتمد على استخدام اللغات الأجنبية في تعليم المواد.
لذا تلك المدارس دائماً بحاجة لمعلمين متقنين للغة العربية وكذلك اللغات الأجنبية.
لهذا قد تكون خياراً جيداً في حال لا ترغب بالسفر وليس لديك وقت كافي لانتظار فرص العمل على مواقع التوظيف.
نختم إلى هنا جميع معلوماتنا عن مهنة تعليم العربية لغير الناطقين بها، حيث قمنا بتوضيح خطوات العمل بها وأماكن تواجد فرص العمل.
بالإضافة لعرض أهم الأدوات التي تساعدك في عملك وكيف تصبح معلم مميز للغة العربية.
